إثنتان وثلاثون ثانية من الآلم المُجرد إنتُزعت خلالها أرواح خمسةٌ وخمسون طفلاً لم يكن هناك أى طعم سوى طعم الآلم الذى نخر فى عظامى ..لم أكُن أبصر أى معالم أمامى .. سوى أطلالى .. التى حتى لم تلبث أن تحولت إلى رمادٍ ..وأطفالى .. وآه يا أطفالى .. آه ثم آه ثم آه يا أطفالى ..تجمد الدمع فى عينى .. وقست ملامح جبينى ..لا أدرى كيف أبكيكم ولا حتى كيف أواريكم ..لست أدرى كيف أُجَمِعُ أشلائكم .. من تحت حُطام المكانِ ..ذهول ذاك الذى إنتابنى أم أنه بَلَهٌ غَيرُ عادى ..!!غُصَصٌ تجمدت فى حَلْقِى من هول ما آرى أمامى ..وتحسرٌ قد صَنَمَ كيانى ..أتتراقص الصورة أمامى ..؟ أم أننى من يترنحُ من سُكرٍ قد تَجرعتُه من كأسِ الزمانِ ..؟ أأسقطُ أرضاً أم أن الأرضَ من تسعى لملاقاتى ..؟أتَهمِسُ الأرضُ فى أُذنى أم أنها تخيلاتِ ..؟كلا ..إنها تَهمِسُ سائلةً ..أيا مهدور الدمِ أما لكَ من أشقاءِ ..؟أيا مهدور الدمِ ألك من سينتقم لأطفالك ..؟أيا مهدور الدمِ ألك من يأبه لحالك ..؟هه آااه .. أأبكى دماً أم أبكى مِقْلَتَىَّ من الآلامِ ..؟أيا أيتها الأرض فأعلمى أننى فردٌ بلا أشقاءِ وليس هناك من سينطق حَرفَ رَثاءٍ لحالى ..فكيف يكون هناك من يَنقِمُ لأطفالى ..؟أسيرُ على غير وعى نحو بقايا حُطامى ..أُفَتِشُ كمجنونِ عن طِفلتى وسَطَ الرُكامِ ..أذرعٌ وأيدى .. وبقايا أجسادِ .. أنتشلها بآلم من تحت الأنقاضِ ..جيرانى وبذرانهم قد تحولوا إلى ماضٍ ..رؤوس مهشمةٌ .. وأعينٌ مقتلعةٌ .. وأفواهٍ بلا أسنانِ كلُ هذا ولم أصل بعد إلى بُغيتى .. ولا أثر لطفلتى بين بقايا الديارِ أصرخ فى داخلى لطفلتى .. والناس حولى تصرخُ بآهات العذابِ أطفالهم قد مُزقوا أشلاءاً .. وديارهم أصبحت فى خبر كانَ على بُعد أمتار حشدٌ قد تجمع فى المكانِ وقلبى خافقٌ بخوفٍ قد شل الكيان ..إنها روحى مُلاقاة على الأرض بين الأقدامِ تُغرغر غرغرة تُقتلع لها القلوب والآوصالِ بين أحضانى .. تلفظ فى آلم تهتز له أعتى الجبالِ روحُ طاهرة .. أزهقها تخاذل الكلابِ وانا أصرخُ طفلتى وأعدو كالمجنون فى المكان ورأسها لم تفارق صدرى وجسدها بين أحضانى كاذبون .. كاذبون .. لم تمت طفلتى إنها على قيد الحياةِ أليس كذلك حبيبتى ..؟ أخبريهم أنك مازلت حيةٌ ولا تُعانى حبيبتى .. روحى .. طفلتى .. يا قرة عينى .. لم لا تُجيبن والدك الحنون ..؟أنتِ لم تموتى .. أليس كذلك ..؟ ستبقين بجوارى وتلعبين معى بألعابك ستستقبلينى عند الباب باسمةَ كُل صباحٍ ..فأنت تُحبيننى ولن تفارقيننى .. أليس كذلك ..؟حبيبتى .. أجيبنى .. ببسمتكِ .. ولا تتركينى أُعانى لا .. لا .. لا تموتى رجاءاً .. لا تتركيننى وحيدا يا أملى فى الحياةِلا .. لا لن أتركهم يضعونك فى الظلام وحدك .. فأنت تخافين هلا تخافى .. سأوقد لك من قلبى شموعاً ..وأسقيك من دمعى ماءا عذباً طهوراًولكن لا تتركيننى وحدى .. لا تتركيننى أبدا .. لقد وعدتينى أنا أعرف .. أنتِ نائمة فقط من الإرهاقِ ..ستستيقظين وتقبليننى على جبينى ستستيقظين وتبقين بجوارى أبد السنين ..هيا .. يا حلوتى إستيقظى .. بالله عليك ولا تخذلينى ..لا .. لا .. لن تأخذوا إبنتى .. لن تأخذوهاإبتعد عنى .. لا تمسكنى ..أيها اللص أعدها .. أعدهاأعيدووووووووووووووهاااااااااا
No comments:
Post a Comment